الجسد صدفة الروح
ترجمة وتحليل رؤيا سعد
ما الجسد غير صدفة الروح
……………………………
عن جان جاك روسو يصف اجسادنا فيقول ” الجسد أكثر الاشياء قربا وحميمة في حياتنا ومنها هي اكثرها بعدا واغترابا عن فهمنا ،
اما سبينوازا في مسعاه الفلسفي حول الجسد وخباياه يقول
“يصل بنا الأمر إلى أننا لا نعرف ما يستطيعه الجسد”
ويذكر نيتشه : لقد سبق أن بينت أنه لا يمكن معرفة ما يستطيعه الجسد انطلاقا منه هو بالذات ومن طبيعته فحسب بل تعلمنا بالتجربة والخبرة ومعرفة قوانين الطبيعة بأنه قد تنشأً عدد كبير من الأشياء والظواهر التي لا يمكن تصديقها، اللهم إلا بتوجيه العقل اوالوعي”.
نتكلم عن الأرواح الواعية بماهية الجسد والتي من خلالها ينفذ الجسد ويحقق وعيه الخاص أيضا ، فهناك أجساد ذكية تحمل ذاكرة وأجساد جميلة فتية لكنها لأتحمل نفس الذاكرة لذاك الذكاء الكامن في بعض الأجساد التي تتمكن من استغلال ذكائها الأمثل في توظيف الرغبات والمقاصد الذاتية ، نتكلم عن الوعي عن الروح، عن النفس، عن الفكر، نتجاذب أطراف الأحاديث حول كل شيء الا هو , نخافه..نخاف ان نفتح حوارات الجسد والذي نجهل الكثير عنه
لكن هذا المصور الالماني كلاوس كامبيرت على مايبدو قد فتح ابواب لاتوصد بسهولة وبتكثيف محبب حيث ان الناظر لتباينات خطوطه المثيرة من الناحية التقنية اولا في استخدامه لتلك الخطوط بشكل مكثف خاص و في جميع مفاصل العمل الواحد . يتمثل العمل في الجمع بين جزئيات غير منظورة في كيان الانسان ( عقل وعاطفة البشر ) من خلال تصويره لموديلاته العارية والذي يتخذ من العري حالة لتصوير العاطفة وليس بقصد الإثارة الجنسية وان كان الجنس أمراً مهما في حياة البشر الا انه يتخطاه ليعبر الى العقل والعاطفة معا من خلال الجسد هذا لعبور متعمد ليس إهمالا لقيمة الجنس بل هو أساس بؤثث عليه طاقات الانسان الأخرى ، معروف عن الفنان باستعانته لموديلات مثل راقصات الباليه أو أجساد الرياضيين وعارضي الأزياء او الذين يعتمدون على اجسادهم في وظائف أخرى . هذا السعي ماهو الا اظهار دؤوب لمناطق النقاء والجمال والانحياز لنعمة الجسد الفتي ، لذلك من خلال تصويرهم عراة ، فإن هذا يعزز الشعور المطلق لدى المتلقي لمثالية العمل الواحد ،
لذلك من خلال هذه الفلسفة المتبناة من قبله ، فإن استخدامه للجسد العاري يمكن أن يختزل بوضوح تام فكرة ( الجسد صدفة الروح ) ، فان كان من بد للرداء ، فسوف يرى معظم الناس الأردية هي الصدفة وليس الجسد ذاته.
يُظهر عمله أيضًا كيفيه يتحرك الجسد البشري في نطاقات واسعة و لأغراض عديدة ،( يتقرفص . يتكور .يمشي . يجثو ..يركض ) وبهذا يتبنون النماذج المنتقاة بعناية مواقف مختلفة عند القيام بذلك . فنحن لدينا جميعًا نوعًا من القواعد حول الشكل الذي يجب أن تبدو عليه تلك الحالات ، حتى لو لم ندرك ذلك ، من خلال جعل العارضين ينتقلون إلى أوضاع من تلقاء أنفسهم بالتواءات وانحرفات وانحناءات غير منتظمة ، ينظر من خلالها كامبيرت لكيفية تغيير العقل والجسد والروح مع كل وضع مختلف يصنعه الموديل بعفوية تامة يترك حالة الحركة معتمدا على ذكاء موديلاته في تنفيذ مقاصده .ليظهر عمله كيف باستطاعت هؤلاء الفنانين من تحوير ماهية الجسد وتحريفها عن مهمتها الأساس التي ينظر اليها غالبية البشر ليحرره عن محتواه الأصلي ويحيله ليجعل منه لوحة فنية قائمة بذاتها ، غير تلك الحركات الميكانيكية التي نألفها كبشر و لأغراض مختلفة ،
على الرغم من أن كامبرت يقوم بعمله بشكل أساسي باللونين الأبيض والأسود ، إلا أن التنوع الكبير في استخدام الموديلات والمواقف المختلفة التي يضعهم فيها تُظهر مدى روعة جسم الإنسان عندما ننظر إليه إما عن قرب أو في وضع أكثر انفتاحًا . حيث يسمح لنا حيود اللون في العديد من لقطاته للتركيز على الموديل وأشكال الجسد والتباين الناتج عن وضع الجسد عوضا عن النظر بمركزية اللون. يميل الفنان الى تبسيط الديكورات مع اضفاءه لانارة خافتة في الاستوديو بتسليطها فقط على جسد الموديل ليظهر الانفعالات والتعرجات المناسبة وعلى قدر كبير من التباين لجعل الموديل يقوم بعفوية وبشكل غير مهيأ له مسبقا من اظهار انفعالاته ليوثقها ويظهرها من خلال تلك الاعمال المنفذة لتكون أكثر بروزًا