رحلة الجسد مع المصورة كاتي هورنا
” جاء في كتاب من كتب (يوبانشاد ) في الهند القديمة
خطابا مهما
:«لا يوقظنّ نائماً إيقاظاً مفاجئاً لأنه من أصعب الأمور أن تضلّ الروح فلا تعرف طريقها إلى جسدها..)
و اعتبر الفلاسفة أن الموت أمر لا يطاله الفكر ولا يدخل في نطاق إمكانية المعرفة.. إذ يمكن اختيار الموت بأي شكل من الأشكال ليس بالفكر ولا بالتخيل ولا بالحس..
وعلى حد تعبير أبيقور:«عندما يحل موتي أكون قد أصبحت غير موجود.. وطالما أنا موجود يكون موتي لما يأتي بعد..».”
قامت الفنانة و المصورة المجرية الاصل ( كاتي هورنا ) والتي ارتحلت عبر العالم طيلة حياتها بين عدة مدن مثل برلين وباريس وإسبانيا ، وبعد سقوط الجمهورية الاسبانية عام ١٩٣٩ وصلت في النهاية إلى منفاها بالمكسيك ،حيث أصبحت صديقة مقربة للفنانة المكسيكية فريدا كاهلو. كانت اعمال هذه الفنانة محط إعجاب واستغراب النقاد معا لما تتمتع به من شجاعة في توظيف مواضيع جدلية مرة بالتمثيل واُخرى بالتصوير فقد عرضت في سلسلة فوتوغرافية غريبة نوعا ما وبرؤية غير مألوفة وكثيرة الإثارة بافكار سريالية ومشاعر مختلطة جسدت بها الطفولة. والأنوثة والجنس. من بين هذه السلسلة الأكثر ادهاشا هي ، ( Oda a la necrofilia ) قصيدة الى ميت و التي نُشرت عام ١٩٦٢ في مجلة S.nob الطليعية ، والتي كان يديرها حينذاك الكاتب سلفادور إليزوندو ، ومن خلاله نشرت الفنانة هورنا مشروعها المعنون “Fetiches” الأوثان باللغة الاسبانية والتي تلفظ باللغة الكاتالونية ايضا لكن بمعنى اخر وهو ( الشهوة الجنسية ) و هذه السلسلة – عبارة عن سرد مرئي لها تقوم فيه الفنانة كبطلة رواية فوتوغرافية غامضة تظهر مغطاة بأردية سوداء عارية الا من مظلة تقوم بازالة تلك الأردية تباعا شيئًا فشيئًا أثناء التمثيل حتى تصل الى حالة العري الكامل اشارة الى ان الانسان يولد عاري ويموت وهو عاري مع وجود سرير غير مرتب ملقى على وسادته قناع أبيض وكتاب مفتوح مع شمعة مضاءة – يثر الغموض والإثارة الغامضة لذاك الموضوع عامل الجاذبية ازاء موضوع غير قابل للتمثيل الا وهو الموت حيث يتخذ طريق الموت شكل خط زمني يبدأ بتكوّن الجنين في الرحم، ويستمر في احتمالات مفتوحة دون معرفة أين يتوقف (لحظة الموت)
انها الفنانة .
Kati Horna