الناس والفَلَق
زياد كامل السامرائي
أخاف أن أقول لكِ : أحبكِ
مثلما أخشى على أبي السعادة
وعلى البلاد من هشاشةِ العظام.
حائرا..
كيف نلوك الأيام ؟
كيف ينبحُ علينا الحزن
و يتسلّى الأرق
عند وادي أحلامنا اليابسة ؟
كيف بوصلة الزاجل
تنتّقم من عاصفةٍ صفراء
وهو يدرك إنَّ الأرض جنازة شاسعة ؟
حيث لا شفاعة واضحة
للموتِ و الحب
ذلك الذي بطعنةٍ
عن اليمين و عن الشمال
من لسانِ السؤال !
**
أنْ تواجه حياتكَ، و الآف العوائق
بقصيدة حُبٍّ واحدة
آتية توا من حربٍ طويلةٍ
يعني: أن تُعيد النهر العظيم
الى غيمة نحيفة راقصة
أو هي : كأرنبٍ خجول
يصرّ على عبورِ حقلٍ من الصيّادين !
قصيدة بلا عائلة
لا يشعر بها ..
سوى غصن بطعمِ الأضلاع هناك
و قلبكِ الآن هنا.
**
بعض الكلمات.. مطر
بعض القلوب.. حجر
به أرجم حديقة الحُب العارية
بوابلٍ من الأسى.
أنا الهارب اليكِ
أتملّص بإعجوبة
من مجازرٍ وحروب
لبلاد ابتكرها الألم
ودثّرها البكاء
لكني سأعود، نهاية العزاء
كجنديٍّ توهموا جثته
لأقطف النعناع و طراوة القُبل
و أحقن البلاد بــ “سرنجة”* سلام
حتى نهاية هذه القصيدة.
**
و أنتِ أيضا مسودّاتي
فيها كل أخطائي النزقة
أنتِ الحِكمة
أعلّقها على تمثالي المكسور،
أنتِ النار التي لا ترثها المصابيح
أو ما يملك منها العاشق
بعد نَفاد المعوّذتين**.
*سرنجة : كلمة متداولة في العراق
بمعنى ( حُقنة) وفي اللغة الإنكليزية : ( Syringe ).
**المعوذتان: (الفلق) و (الناس) هما آخر سورتين في القرآن الكريم.