نصيحة إلى نفسي للشاعرة الأمريكية: لويز إيردريك (Louise Erdrich)
ترجمة الشاعر الفلسطيني: يوسف حـنّا
نصيحة إلى نفسي
اتركي الأَطباقَ.
دعي الكرفسَ يتعفنُ في الدُّرجِ السُفلي للثلاجة
والنفاياتِ لتتصلَّبَ على أَرضيَّةِ المطبخ.
اتركي الفُتاتَ الأَسودَ في قاعِ محمصةِ الخبز.
تخلَّصي من الوعاءِ المتصدِّعِ ولا تُلصقي الكأسَ
لا تُلصقي ولا تُصلحي أيَّ شيء. اقتني دبابيسَ الأَمان.
لا تُخيطي حتى زراً واحداً.
دعي الريحَ تشقُّ طريقَها، ثم الأَرضَ
التي تغزونا كالغبارِ، ومن ثم الموتى
يَطْفون كالرغوةِ في حلقاتٍ رماديةٍ تحتَ الأَريكة.
تحدَّثي معهم. أخبريهم بأنه مُرحبٌ بهم.
لا تحتفظي بكلِّ قطعِ الأَلغازِ والأَحاجي
أو بأَحذية الدُّميةِ الصغيرةِ المُنسقةِ في أَزواج،
ولا تقلقي من يستعملُ فرشاةَ الأَسنان ولمن،
أو إذا لم ينتظمْ أَيٌّ من الأُمورِ بتاتاً.
باستثناءِ الكلمةِ مع الأُخرى. أو الفكرةِ
الساعيةِ نحو الأَصالة-عليك أولاً،
أن تُحدّدي ما هو الأَصيل،
عندئذٍ، انطلقي نحوَها بكلِّ ما أُوتيتِ من شغف.
قلبُكِ، هو ذاك المكان
الذي لا يمكنكِ حتى التفكيرَ بتنظيفِه
هو تلك الخزانة المحشوّة بالذكرياتِ الهمجيَّة.
لا تُصنّفي المشابكَ الورقيَّة والمساميرَ وأَسنانَ طفلٍ محفوظة
ولا تقلقي إن كنا جميعاً نأكلُ الحبوبَ على العشاءِ
مرةً أخرى. لا تجيبي على الهاتف أَبداً
ولا تندُبي أيَّ شيءٍ ينكسرُ بتاتاً
سينمو العفنُ الورديُّ في تلك الكراتين المختومة
في الثلاجة. تقبَّلي أَشكالَ الحياةِ الجديدةِ
وتحدثي إِلى الموتى
الذين ينجرفون من مُنْخُلِ الشبابيك،
ويتكاثفون بأناةٍ، فوق جِرار الأَغذيةِ والكُتب.
أَعيدي تدويرَ البريدِ، لا تقرأيهِ، لا تقرأي أيَّ شيءٍ
باستثناءِ ما يدمِّرُ
العازلَ بينَكِ وبينَ تجربتِكِ
أو ما يُسقِطُ، وما يُقوّضُ، وما يُحطِّمُ
تلكَ الخدعة التي تسمونها الضرورة.
▪
▪الشاعرة والكاتبة الأمريكية المعاصرة “لويز إيردريك”
ولدت لويز كارين إردريك في 7 يونيه عام 1954 في مدينة ليتل فولز بولاية مينيسوتا الأمريكية لأب ألماني-أمريكي، رالف إردريك، وأم من قبيلة تشيبيوا الهندية، ريتا إردريك.
التحقت إردريك بكلية دارتموث عام 1972 لتكون من أوائل النساء اللاتي التحقن بهذه الكلية. حصلت على ليسانس الآداب من كلية دارتموث عام 1976 وشهادة الماجستير في الكتابة الإبداعية من جامعة جون هوبكنز عام 1979. درّست إردريك الكتابة بجامعة جون هوبكنز وكلية دارتموث.
▪تستقصي في كتاباتها موضوعات تتعلق بسكان أمريكا الأصليين، ومواضيع كونية كالهوية والنظام إزاء العشوائية والفوضى، ومعنى الحياة.
نشرت ثلاث مجموعات شعرية احتفى بها النقاد هي “مصباح يدوي” (1984)، “تعميد الرغبة” (1989) و “نار أصلية”: قصائد جديدة ومختارة (2003). اشتهرت في أميركا كشاعرة وروائية وحصلت على جائزة الكتاب الوطنية في 2012 عن روايتها المنزل الدائري.
▪من أبرز أعمالها رباعية روائية تصور حيوات قبيلة من قبائل التشيبيوا بإحدى محميات ولاية نورث داكوتا. بدأتها برواية “عقار الحب”(1984) الفائزة عام 1984 بجائزة ’فيرجينيا ماكورميك سكالي‘ وجائزة حلقة النقاد لأفضل كتاب على المستوى القومي.
أصدرت رواية “أربعة أرواح” عام 2004 ورواية “لعبة الصمت” عام 2005. “مسارات وأربعة أرواح” متاحتان على قرص مضغوط بصوت آنا فيلدز. من بين رواياتها الأخرى: “حكايات حب متأجج” (1996) و “نادي الجزار الماهر للغناء”(2003). متاحة على شريط كاسيت بصوت لويز إردريك.
▪فازت إردريك بجائزة أكاديمية الشعراء الأمريكيين (1975) وجائزة المجلة القومية ( 1983) وجائزة جون سايمن جوجنهايم ( 1985) وجائزة لوس أنجلوس تايمز للأدب ( 1985) وجائزة الكتاب الأمريكي من مؤسسة ’ما قبل كولومبس‘ (1985) وجائزة الاتحاد الغربي الأدبي (1992)، كما نالت منحة من هيئة المنح القومية للفنون عام 1982.
ظهرت قصتها “الطبلة ذات الرسم” لأول مرة في مجلة ذا نيو يوركر في 3 آذار 2003 واعتبرت من أفضل مائة قصة نشرتها المجلات الأمريكية والكندية عام 2003.