ملف عن الشاعر: هيوا قادر
إعداد وترجمة: شارا رشيد
إعداد وترجمة: شارا رشيد
هيوا قادر: شاعر وروائي ومترجم كردي من كردستان العراق، ولد سنة 1961 في مدينة السليمانية، اغترب عن وطنه وعاش في السويد ما بين الأعوام 1992_ 2011 . عاد إلى الوطن وتفرغ للكتابة والترجمة كعضو في (مؤسسة سردم للطبع والنشر) صدر له أول ديوان شعري عام 1992 بعنوان (العيون العسلية) وديوان (الباص الأزرق)
ومن رواياته( طفل فوق القمر) ورواية ( بيت القطط) المترجمة إلى اللغة الفارسية، أما عنه تراجمه فقد ترجم من اللغة السويدية إلى الكردية (ظل الريح لكارلوس زافون) و (ليس للحرب وجه انثوي لـسيفيتلانا اليكسيفيتج) و (الألوان الأخرى لـ أورهان باموك).
▪مقتطفات من قصائد لـ “هيوا قادر”
(1)
أنا أغادرُ المدن
لكن المدن لا تغادرني
من داخلي تهبُ رياحها
من ثيابي تفوحُ روائحها
ضياء مصابيحها في داخلي لا تنطفأ
صور المدن أتخذتني البوماً لها
صارت المدنُ تماثيل مفرق قلبي الخالدة
وفوقها على الدوام تحط حمامات خيالاتي البيضاء…
أتذكر ضحكات البغايا الحزينات
رغبة العجائز في الثرثرة مع الغرباء
نظرات قلوب أطفال الهند البريئة
وبيوت المتسولين الكارتونية
رنين قرع كؤوس النبيذ
وموسيقى المسرات.
ركوب دراجة هوائية في الغابة
وتجوال في ضباب الفجر الكثيف
ساعة فوات الحافلة وألأنتظار تحت المطر
أنا أتذكر صور المدن كلها
لكن المدن حالما ترى غيري تنساني
ليست للمدن ذاكرة
أنا ذاكرة المدن
صرير فتح أبواب البيوت الباردة
الركض على رمل شاطئ
أغرقتْ أمواجهُ غضبك
العودة بالحافلة فجراً من الخمارات
والنزول خطأً بعد عدة محطات بعيداً عن البيت…
ذاكرة المدن تشبه ذاكرة الأسماك الذهبية
سرعان ما تنسى كل شيء
وعلى الدوام تسبح في حوض الأرض الأرق
المدن
أه منك أيتها المدن.
(2)
نشوانة أنتِ
كأنك أرجوحة معلقة بخيط
ضياء القمر
أما أنا
فأشبه شجرة توت تحت ذلك القمر
مملوءٌ صدره بالعصافير.
(3)
دوماً يأتي العشق متاخرأ
وكأن القلب أبعد الأماكن
نعم، القلب أبعد الأماكن
إن لم يكن كذلك
لكان مثل تفاحة
سهل قطفه وسرقته.