وألآن انتبهْ إلى وصاياي ـ

للشاعر العراقيّ: صلاح فائق

وألآن انتبهْ إلى وصاياي ـ

لا تكترثْ بما حولكَ من أحداثٍ وأشياء
بأخطاء أصدقائك الأوائل: لا تزدري
منْ رافقكَ وخانكَ، لسبب ما،
في سنواتك ألأخيرة. ابحثْ عن مكانٍ آخرَ
تنامُ فيهِ، تحلمُ، تفادَ حفاوة اليائسين
وامرأةً تريدكَ عاشقاً لها
دون أن تعشقك.

انتبه ـ هناك ثلوجٌ عائمةٌ،
تركتَها في إحدى قصائدك
أين هي ألآن، نسيتها؟
ابحثْ عنها حتى تجدها
فهذا ما يهمُّ تماماً

لا ملاذات بعد
بلادٌ أنهارها اختفتْ، والطرقات مغلقةٌ
إلى بيتك. ملاذاتك القديمة لم تكن سوى أوهام،
كومة حطبٍ نسيها حطّابٌ أبله.
غناءٌ يصلكَ لا تعرفُ من أين
وفي رأسكَ نساءٌ يمضغنَ قات الوديان:

صورٌ، صورٌ، صورٌ، هنا وفي كلّ مكان
فيكَ وأمامكَ وحولكَ، تستعيدها بعينين متعبتين
وعن جُزرٍ جبتها ومدنٍ سقطتْ في حضنك
وانتهيتَ تقضي ساعاتٍ كلّ يوم
أنتَ المولّعُ بعاملاتِ السواحل،
تملأُ بئراً مهجورةً بماءِ مطرِ
ولا تعرفُ متى ستنتهي أو تمتلىء.

هذا انشغالٌ جيد، اسمعني
بدل ذهابكَ إلى دارٍ للأوبرا، حديقةٍ
أو متحف، يحيطها رجالٌ بمخالب.

أتناولُ وجباتي فوق سريري
مثل مريضٍ في مستشفى
لا أنسى شراء معلباتٍ لفهدي
أفتحها، يقترب
بينما يأكلُ، أسرعُ إلى قفصهِ، أدخله
أغلقهُ، وأنام على فراشه الوثير.

الوسوم
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *