المصور اليكس فان جيلدر رحلة تعاريج الزمن

رؤيا سعد

إنك تولد وحيدًا وتموت وحيدًا. وقيمة الحياة في المسافة بينهما تأتي من الحب والثقة”

النحاتة لويز بورجوا

كانت وماتزال مواهب الانسان مُنح إلهية فردية نعجز عن ايجاد تفسير لها , او حتى معرفة كيفية إكتسابها, بالرغم من محاولات الانسان المستمرة للوقوف على أسرارها, تبقى الموهبة شيء غير مادي , كونها تُحس ولاتُوصف وتبقى يد الانسان هي مكمن الأسرار التي تترجم أفكاره وتصنع الجمال

اشتهر عن المصور البلجيكي المقيم في باريس أليكس فان جيلدر بموهبته المدهشة بسبب اختياره المواضيع الملفته للنظر والتي تصب في صلب الفن فقد قدم لنا في ألبومه الذي اعتنى بفنانة قل نظيرها وهي النحاتة الفرنسية الامريكية ، ( لويز بورجوا ) وكان موضوع التركيز على يدها التي أهدتنا اجمل المنحوتات ومنها منحوتاتها الاشهر الام ذاك العنكبوت العملاق الذي تتعاظم أطرافه وتعلو عن سطح الارض ، يدها – تناولها المصور كاداة أساسية في إنشاء فنها النحت ) بما تمثله حاسة اللمس ايضا كحاسة تمس الادراك وترتبط ايعازاتها بالتلقي الحسي – اختصه بالتصوير كعمل فني في حد ذاتها . مسلط الضوء على تعاريج الزمن المتمثّلة بالتجاعيد المتزاحمة في يد النحاتة بورجوا التي جعلت لفن النحت قيمة انسانية بثيمته المعاصرة البعيدة عن التنميط . فقد صورها الفنان بوضعيات عدة و ب ثمانية عشر التقاطة هي المهمة في تلك الجلسة التصويرية مع صورة ذاتية للفنانة قبل وفاتها بأشهر عام ٢٠١١ بقياسات: ٣٩ × ٣٠.٣ سم. ١٥ ٣/٨
: ٤٠.٦ في ٣١ من ٢.٦سم . ١٦
تم تنفيذ هذا العمل في عام ٢٠١٠
حيث يكشف لنا المصور تلك الايدي المليئة بالأسرار مع شخصية تدل عن حياة حافلة عاشتها الفنانة بالكامل. صور فان جيلدر ، بدعوة من بورجوا في منزلها الكائن في مدينة نيويورك على مدار عام كامل من حياتها ، صور ها بتسليط الضوء و بشكل عمودي مع اعتماد خلفية سوداء صارخة كي يمنح الصورة خاصية اكثر من ناحية التركيز على موضوع بحثه في اظهار تلك التجاعيد و ليؤكد على جسد اليد ان صح التعبير و إنتاجها الفني وفلسفتها الحية في الفن والحياة. حيث تحولت يد النحاتة لويز بورجوا الى منحوتة بحد ذاتها

قد كتبت منشور سابق تناولت فيه حياة الفنانة لويز بورجوا واعمالها المهمة ومن ضمنها تمثال ( الام ) ….
ومن لا يعرف الفنانة ( لويز بورجوا ) اسمها جوزفين فنانة فرنسية اشتهرت على نطاق واسع بأعمالها في الإنستليشن “التركيب” في النحت والرسم أيضاً، تناولت مجموعة من المواضيع التي تخص الأسرة والحياة الجنسية والجسد وكذلك الموت واللاوعي، وتلك الاعمال تراوح أغلبها بين التجريدية في الغالب وبعضها يوحي بالأشكال البشرية المتوحدة، القلقة، والمصدومة بشكل من الأشكال التعبيرية والسريالية بقواسم مشتركة كما صنفها البعض بالفن النسائي إلا أنها صرحت بأنها لا تنتمي إلا لنفسها ولا تنتمي إلى أي مدرسة غيرها.
ولدت بورجوا في باريس عام ١٩١١ في ٢٥ ديسمبر حتى ١١ مايو ٢٠١١ وكانت الابنة الثالثة من بين أربعة من لويس بورجوا، في عام ١٩٣٠، دخلت بورجوا جامعة السوربون لدراسة الرياضيات والهندسة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *