قصيدة “وحيداً” للشاعرة الأمريكية: مايا إنجيلو (1928-2014)
ترجمة الشاعر الفلسطيني: يوسف حنا
وحيداً
ليلةَ البارحة
مُستلقيةً، وشاردةَ الذُّهن
كيف تجدُ روحي لها ملاذاً
حيثُ لا يعطشُ الماءُ
ولا يكونُ رغيفُ الخبزِ حَجَراً
رستْ أفكاري على خُلاصة
ولا أَظنُّني في هذا مخطئةً
أَن لا أَحدَ
لا أحدَ البتَّة
يمكنُه تحقيقَ هذا وحيداً.
وحيداً، وحيداً تماماً
لا أحد، لا أحد البتَّة
يمكنُه تحقيقَ هذا وحيداً.
ثمَّةُ بعض أَصحابِ الملايين
لا يُنفقونَ ما يَملكونَ من مال
نساؤُهم كالجنيّاتِ تَطُفْنَ وتَنْدِبْنَ
أَطفالهم يُردِّدون أَغاني الحُزنِ
بإمكانهم الحصولَ على أَغلى الأَطباء
لمداواةِ قلوبِهم المُتحجرة
لكنْ، لا أَحدَ
لا أَحدَ البتَّة
يمكنُه تحقيقَ هذا وحيداً.
وحيداً، وحيداً تماماً
لا أَحدَ، لا أَحدَ البتَّة
يمكنُه تحقيقَ هذا وحيداً.
والآن، اقتربْ منّي واصغِ لي
لأُخبرَك بما أَعلم
ها هي تتلبدُ الغيومُ العاصفة
وستنشُبُ الرياحُ الهائجة
حياةُ البشرِ تزدادُ معاناةً
ويصلُ مسامعي أَنينُهم،
لأَنه، لا أَحدَ
لا أَحدَ البتَّة
يمكنُه تحقيقَ هذا وحيداً.
وحيداً، وحيداً تماماً
لا أحد، لا أحد البتَّة
يمكنه تحقيق هذا وحيداً.
▪
قصيدة “وحيداً” لمايا أنجيلو (نُشرت عام 1975) تتعامل مع العمل الجماعي من خلال التركيز على أن تكون بمفردها. مفارقة تماما. إنها عبارة عن “تفكير بصوت عالٍ” غنائي، وهو انعكاس لما يعنيه أن تكون إنسانًا و “خارج المكان” في العالم الواسع.
من ناحية، تبدو كأنها ظهور شخصي – فردي، للمتكلمة، أنه من أجل خير روحها، لا يمكنها أن تكون وحدها. لتحقيق ما تتمناه، وأنها بحاجة للعمل مع الآخرين. من ناحية
أخرى، إنها دعوة للمجتمع لينضمَّ بأسره .
مايا إنجيلو، التي كانت راقصة أصلاً، تحولت في نهاية المطاف إلى الشعر والكتابة وحققت نجاحاً كبيراً لتصبح صوتاً شعبيّاً وقويّاً للناس المضطهدين والضعفاء في العالم، ورائدة في مجال الحقوق المدنية.
تستمر أعمالها في إلهام أولئك الذين يرغبون في العيش في عالم تنطبق فيه المساواة والعدالة والشفافية على الجميع، بغض النظر عن البشرة أو العقيدة أو الميول الجنسيَّة.