غرفة الظل للمصور روجر بالين
رؤيا سعد
كم سقطنا . وسقطنا بفعل قاعدة خاطئة
التعليم اكبر مهرج للطبيعة
منعنا من كل تحسين للذهن والوجدان
كي نظل بلا روح . اغبياء عن اصرار
الليدي ونتشيلسي
فرجييا وولف (غرفة تخص المرء وحده)
أن منزلي هو المكان الأعمق في الاكتشاف ، فعندما يلوذ الناس للسفر الى الخارج ، لايدركون ان السفر الى الداخل هو الأهم و الأخطر غالبا . هناك شيء يوحي بالحياة. هو ان تمتليء بها بكل تعقيداتها ، لايهم في ان تتمدد بكل ثقل على سرير غير مصنع او على أريكة متهالكة ،او تطل على الكون من نافذة مكسورة ،او يكون في تلك الغرفة كرسي بقدم واحد ، و الصورة مائلة ، او دمية بلاستيكية ملقاة بجروح بالغة. تلك لعبتي في العمل المرتكز على استعارات العقل الصورية كي يكون منزل ، يتم لفت انتباه المشاهد على طول مسار الارتباط القائم على التشابه بين الصور ، حيث الانتقال من الظلام إلى الضوء ، و من القبو إلى العلية.
هكذا أثبتت برحلتي في التصوير الفوتوغرافي
( روجر بالين )
مصور ورسام أمريكي جذبت صوره السوداوية المظلمة المشهد الاجتماعي الجنوب أفريقي و الاهتمام الدولي. همه الاول الانسان والذي يرتكز عليه في اغلب اعماله . ممن يتميزون عن غيرهم ومن ذوي الاعاقات او المتلازمات النادرة والمضطربين المحرومين من أبناء المجتمع في قرى أفريكانر الريفية ، يتميز فنه بالتقارب المفاجئ بين الناس وبيئتهم في تركيبات حيادية صارمة بالأبيض والأسود. .ودوافعها في الغالب مستنبطة لمفاهيم إنسانية غارقة ببيئة غريبة موروثة جماليا، ومعزولة عن طبائع الفن المتعارف عليها، وبتعبير احادي صوري مكثّف بالتضاد، غالبًا ما يتم وصف ممارسته على أنها تشكيلات رسومية ، متأثرا بأسلوب الفنان التشكيلي ( خوان ميرو) . ذكر بالين وجهة نظره في فن ميرو مقارنة بالتصوير : “عندما ينظر احدنا إلى شيء ما مثل لوحة خط وهمي ، على سبيل المثال ، لخوان ميرو ، فانها ليست تلك القضية التي يحاول ان يتناولها ميرو او ما يدور بذهنه ؟ “، وهي قد تُرى كخط مجرد”. “في التصوير الفوتوغرافي ، نظرًا لأن أساس التصوير الفوتوغرافي هو” التقاط الواقع “، يرغب الناس دائمًا في معرفة معنى تلك الخطوط المجردة . في الرسم ، لا تسأل هذا السؤال “.
ولد بالين في عام 1950 في نيويورك ، درس علم النفس في جامعة كاليفورنيا في بيركلي تاثر بوفاة والدته المصورة المبكر ، فقرر ان ينطلق نحو اكتشاف العالم برحلة واسعة النطاق عام 1973. بعد تلقيه درجة الدكتوراه من كولورادو للمناجم ، انتقل بالين إلى جوهانسبرغ عام 1982 ، عاش وعمل منذ ذلك الوقت هناك . بعض اعمال بالين يعتبرها النقاد كدراسات نفسية ففي ( منزله ) محترفه الخاص نجد عالم غرائبي مريب The House of the Ballenesque
هو مكان تلتقي فيه الأجزاء المختلف من فن التصوير الفوتوغرافي والتركيب معًا ، و يمكن تحقيق جميع الأشياء معا . تمثل كل غرفة في هذا المنزل جانبًا جماليا مهمًا . وعلى هذا الأساس اصدر كتاب عام 2005 بعنوان ” غرفة الظل ” تلك الغرفة قد تكون نعيم مقيم لمن اختار الإقامة بها او جحيم مستعر لمن وطأت قدمه لخوض غمار المغامرة للعيش . يركز في هذا الكتاب على جميع مواقفه ويومياته الموثقة مع الانسان والحيوان والكائنات والنباتات وايضا توثيق اعماله من الانيستليشن والدمج المتناغم بين الرسم والتصوير والنحت بطرق مختلفة عما عهدناه من التصوير التقليدي . وجوه شخوصه البدائية المرسومة من قبله و التي تغطي أسطحه التصويرية مميزة للغاية. بتناغم محبب من الخداع البصري الممزوج بخيال الفنان ذاته . يصعب علينا تحديد الواقع الحقيقي من المختلق المتداخل . لذا تنعكس اغلب صوره على هذا الوضوح الموارب الغامض . والذي تعلو فيه الرمزية بذاك الخطاب التشكيلي التصويري المكثف معا . عندما يستعين بوجوه مرسومه تحلق فوقه رؤوسها واكتافها الطيور والحمائم بشكل ( فوضوي او حتى منظم ) لاضير فهو يستعين بتلك الطيور كدلالة على ان عالمنا الحالي غير منصف ولا يمنحنا الحقوق بشكل عادل . يحضر الطير عندما تتوارى الملامح خلف قناع التهميش او عندما يزدريك العالم فيقصيك على أساس مبني بغير سبب فقط لانك معاق او تعاني من متلازمة او انك مختلف لا تشبه الاخر حتى لو كان ذاك الشبه مبني على الشكل والمظهر ، ان الظلم خصوصا في حالات النقاء التي لاتدوم الا في السلام الداخلي للشعوب ، الفنان هنا يقوم بتنفيذ اعماله على أساس الفردانية في تناول موضوعها ذات التداخلات النفسية والمبنية على الهموم العامة أحيانا والذاتية في أحيان أخرى فيقوم بالتقاط مشاهده المبنية على معنى تصويري معد مسبقا وعلى اساس عامل الفوضى تلك الفوضى المستندة على هدف ففي كل صورة نجد مجموعة فريده من الظروف قد تكون مترابطة المعنى اوغير مترابطة ليبرز دور الفوضى التي تطغى على الارجاء كرمز لحال الانسان الذي يعيش على الهامش بشكل دائم ( مسير غير مخير ) فرضت عليه حالة من العيش غير الملائم ان يكون مهمش غير مستغل لقدرته وعاجز عن اكتشاف ذاته
دخل بالين أيضا عالم الاخراج . وقد اخرج فيلم بعنوان ( لا ..للجوء ) وهو فيلمه الوحيد الذي استخدم فيه تقنية الانستليشن مع تقنية ورمزية عالية في الاخراج التصويري اشخاص روجر بالين تلمس الروح بطريقة بسيطة وجذابه بدائية فطرية خالية من التعقيدات غير مستقرة