ضلع مشتعل
للشاعر اليمني: صدام الزيدي
الإسكافي، ينظر إلى حذائك
الشاعر، إلى…..
الروائي، إلى مدنك المهجورة
الكهربائي، إلى النار في كيس الظهيرة
الطبيب، إلى رماد الكلمات
الميكانيكي، إلى احتراق الغابات افتراضيًا
المرأة، إلى كمانك المشنوق في جعبة الليل
الجزار، إلى لعابك المتخثر
الفيلسوف، إلى زنزانة رأسك
الأطفال، إلى سنك المكسورة
كتبة المحاكم، إلى انتفاخ عروق يدك
التشكيليون، إلى ضلعك المكسور في ذروة الشتاء
النقّاد، إلى غيمة شاسعة فوق الكلام
الزمّارون، إلى صورتك المتماوجة
البقّالون، إلى الفكّة في حديثك
الكلاب، إلى أنفك المسموم
رعاة البقر، إلى اللبن في قدرك
صيادو البحر، إلى أشرعتك المتطايرة
“بائعو القات”، إلى جيوبهم المشفّرة
أصحاب الأكشاك، إلى فضولك المقلق
صفحة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين على فيسبوك، إلى جنازتك
بريدك الإلكتروني، إلى خفّتك في تدمير المساحات البيضاء
نوتة الموبايل، إلى حواف أصابعك القاتلة
الليل، إلى شياطينك
النهارات، إلى تنهيدتك المحيرة
الصباحات، إلى كبوة جواد مهزوم
مأذنة المسجد، إلى ارتباكك اللافت للعيان
قطط المدينة، إلى سفنك التائهة
بائع الآيسكريم، إلى انتظارك ببرود
الحلاّقون، إلى خصوصياتك بدم بارد
الحُسّاد، إلى صلعتك الزاحفة
المحبّون، إلى غيابك الذي طال
القتلة، إلى حبل وريدك
أصدقاؤك في فيسبوك، إلى حروبهم
أصدقاؤك في واتساب، إلى جنونك آخر الليل…
المجانين، إلى اشتباك النجوم…
المحتفلون بتخرجهم توا، إلى صحارى فل
دور النشر، إلى لوحة غلاف جيبك الممزق
من يستقلّون الحافلات الكبيرة، إلى دهشتك القرويّة
العائدات من عُرس، إلى ضلعك المشتعل
سُكّان الصفيح، إلى خوفك المبالغ فيه من الريح
الغيوم، إلى كذبة أبريل
السديم، إلى براكينك
الأرض، إلى دمك المسفوح
الجبال، إلى أوديتك البعيدة
الجوزاء، إلى النار في قرنك
الآلهة، إلى (“كلكامشـ”ك) المتحفز
الغابات، إلى شجرتك في الأبدية
القمر، إلى خسوفك الاحترازي
هذا النص، إلى أشلائك في كل مكان….
•
(*) اللوحة للفنان الفلسطيني: فخري رطروط