صورة ذاتية لفرانسيس بيكون
رؤيا سعد
على الفنّان أن يتعمد الغموض في أعماله دائما، لأن من طبيعة الفنّ الغامض انه لا يُنسى بسرعة. حيث أننا كلّما اكتسبنا معرفة اكبر، فإن الأشياء لا تصبح أكثر اتساعا ووضوحا وإنّما أكثر إبهاما وغموضا.
،هذه أول صورة ذاتية رسمها الفنان الانجليزي فرانسيس بيكون لنفسه عام ١٩٣٠ وهو لايتجاوز ( ٢٠ عام ) من عمره وكما مثبت على ظهر اللوحة التاريخ . نفذها بيكون لتكون اول عمل فني حقيقي . لكنها للاسف غير مكتملة وهي الوحيدة المتبقية من تلك الحقبة والتي لم يقم باتلافها كاخواتها . قام برسمها مبدئيا “بالوان مائية عام ” ١٩٢٩ ثم اعاد تشكيلها بعد وقت قصير الى بورتريت باستيل على ورق عام ١٩٣٠ .و تركها في بيت العائلة لتبقى اللوحة الوحيد كشاهد على اسلوبة التشكيلي المبكر والتي اعتبرها حسب وصفه انها لوحة ساذجة حيث يظهر فيها بيكون بملامح شاب مراهق بحبوب وبثرات على الخد
وعلى مايبدو لم يعجبه موضوعها لذا تم اهمالها من قبله . فمن الواضح ان اسلوله الفني حينها كان غير ناضجا بل كان اشبه مايكون في رحلة تجربة استكشافية للاسطح والخامات وكل ما يتعلق بالتقنية ، مع الوسائط. ، ولكن لا توجد مقارنات في بعض الاعمال الاخرى الموجودة لديه وخصوصا الملامح والتي تعزى الى انها كانت تجربة بدائية او يرجح انها لم تكن صورته الشخصية ، بل قد تكون اللوحة كرثاء او تأبين لشقيق بيكون الأكبر ، هارلي ، الذي توفي ، وهو في الرابعة والعشرين من العمر في أبريل 1929.
رسم بيكون العديد من الصور الذاتية له خلال مسيرته التشكيلية الطويلة ، ولكن هذه القطعة بالذات “الصورة الذاتية” غير المكتملة مثيرة للجدل والتامل معا