قصيدة: في طريق العودة للشاعرة البلغارية: اسكينيا ميخايلوڨا

ترجمة الشاعر المغربيّ: خالد الشبيهي

في طريق العودة

لا لمْ أرَ قط شجرةً حزينة
غير أنني لم أعد أريد
أن أعكس العالم
مثل مرآة مَشْرومَةٍ،
أن أُقَطِّع وحدة ظهيرات أيام الأحد
وأنا ألاحق الضوء الذي يقفز من حديقة لأخرى،
أن أُرَتِّقَ مِزَقَ البحار
التي يتعذر الوصول إليها
التي تبعث بها لي وأنا خارج الفصول.
لقد شاخ ساعي البريد ولم أتمكّن بعد
أن أوافق بين طعم الزمن والملح.

أحيانًا، أصنع من البطاقات البريدية مروحة،
وأنظر من بعيد لواجهات المنازل،
الشبيهة بسرب طيور،
على استعداد للعودة
ببياض لونها المؤلم،
مثل بطن السنونوات فوق الخيوط
نهاية شهر غشت في بلادي.
لَم أرَ قط طائرًا حزينًا أيضًا
لأن الطيور لا تقتات
مثل البشر من حياة الآخرين
لكي تعيش.
لكنني تعبتُ من القيادة وحدي،
وأن أكون المركب والبحر، والرياحُ تأخرت.
لا أدري إن كنت أصعد إلى هذه التلة أو أنزل منها
غير أن الصباحات من دونكَ
كنيسة فارغة أدخلها وأصلّي:
إلهي،
أريد فقط ما ترضاه لي،
وأنت لا تسمع بكائي،
لماذا تصلين؟
أنظرْ، فأسفل القبة يغزل الضوء
خيطًا فضيًا يقيدني
ويجرني إلى الأعلى.
أنت الذي تصطاد غيومًا،
أفسح المجال أكثر في بحرك الجواني،
للغريبة اللاتحتمل التي صرتُها
قبل أن يقفل الغروب الباب
في وجهي ويحجب رؤيتك.

هذا كل ما أريد قوله عن العالم
الذي أتى بك عندي،
وقبل أن أسلك طريق العودة
حيث سيكون هذا العالم انعكاسًا لِما أنا عليه،
إِصغِ إلى العصفور الذي في عيني يسأل:
هل رأيتَ قط شجرةً حزينة؟

• • •

 اسكينيا ميخايلوڨا، شاعرة ومترجمة بلغارية، تكتب بالفرنسية. حصلت على جائزة أبولينير سنة 2014.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *