قصيدة: باربرا للشاعر الفرنسيّ : جاك بريڨير
ترجمة الشاعر المغربيّ: خالد الشبيهي
جاك بريڨير : باربارا
تذكري باربرا
لقد كانت تمطر فوق “بريست” دون توقف
ذلك اليوم
وكنتِ تمشين مبتسمة
منشرحة الصدر سعيدة، تقطرين ماء
تحت زخات المطر
تذكري باربرا
كانت تمطر دون توقف فوق بريست
صادفتكِ في شارع “سيام”
كنت تبتسمين
وكنت أبتسم مثلك
تذكري باربرا
أنت التي لم أكن أعرف
أنا الذي لم تكوني تعرفين
تذكري باربرا
تذكري ذلك اليوم كيفما كان
لا تنسي
ذلك الرجل المحتمي أسفل السقيفة
الذي صاح مناديا باسمك
باربرا
فركضتِ إليه تحت المطر
مبللة سعيدة متألقة
وارتميتِ في أحضانه
تذكري باربرا
لا تنزعجي إن ناديتك “أنتِ”
إني أخاطب دون كلفة كل من أُحِبّ
حتى وإن لم ألتق بهم سوى مرة واحدة
أخاطب دون كلفة كل من يُحِبّ
حتى وإن كنت لا أعرفهم
تذكري باربرا
لا تنسي
هذا المطر الخفيف الرائع
على وجهك الرائع
على هذه المدينة الرائعة
هذا المطر على البحر
على الترسانة
على باخرة “ويسانت”
آه باربرا
الحرب حماقة ويالها من حماقة!
ماذا صرتِ الآن
تحت هذه الأمطار التي من حديد
من فولاد و دم
وذلك الرجل الذي ضمك في حضنه
بحب
ما الذي حل به
هل مات؟ هل هو في عداد المفقودين؟
أم أنه ما زال على قيد الحياة؟
آه يا باربرا
إنها تمطر بلا توقف فوق “بريست”
مثلما تمطر دائماً
لكن الأشياء لم تعد كما كانت، فقد عم الخراب
إنها أمطار حداد رهيب و كئيب
لم تعد تلك العاصفةَ
التي تمطر وابلا من حديد فولاذ و دم
وإنما فقط غيوما تتبدد
مثل كلاب نفقت روحها
تجرفها المياه
التي تسيل فوق “بريست”
لتتعفن بعيداً
بعيداً عن “بريست”
التي لم يتبق منها شيء.