شذرات
للشاعر العراقيّ: صلاح فائق
▪شذرات-1
.
يتوجبُ تكريم الخرائب، ففيها اعمار أجيال.
في إحداها بكت أمي طويلاً
*
أولئك الذين يرتكبون قصائد طويلة في ضواحي المدن
عليهم الاعتذار لقراصنة الجزر الخالية من الأشجار
*
كيف يمكنني ترتيب بيوت مدينتي في صفوف متناسقة
إزاء البحر، وأن لا تشكو من هدير الأمواج في الليل؟
*
مازالت عواطفي سليمة،
رغم التصفيق المتواصل،
وبلا سبب، لعميان محطات القطارات الخالية من المسافرين
*
زارني جدولٍ، ليلة أمس، وقدم شكوى ضد رعاةٍ في
قصائدي، ومواشيهم.
*
فجاةً أعثر على ظلّي الضائع منذ أيام وخلف معملٍ نهبهُ غزاة
كان أبي يغني فيه للعمال وقت القيلولة
*
أرغبُ صفع رؤوساء الحكومات في الصباح الباكر
دوافعي مجهولة، هم وحدهم يعرفونها
*
مددتُ، قبل أعوام، جسرا إلى مجرة النسيان
حين أتطلعُ إليه في نهاية كل أسبوع، أجدُ أصدقاء
قدامى لي وهم يحششون، وهناك إمراةُ عارية فوق سريرٍ
تداعبُ هرّاً بديناً.
*
ليلٌ مشردٌ يبدو، من بعيد، وهو يرتجفُ من البرد
أقومُ لأبحث له عن لحافٍ ثقيل. هذا واجب، أقولُ لنفسي
*
▪شذرات -2
.
ينبغي عدم السماح لأي غرابٍ أن يجمعَ
شظايا قنابل من حرب بين جيشينِ
أو من طائفتين غبيتين، ولا حتى من فلاسفةٍ يتكلمونَ بغضب
*
طعنوا خاصرتي بكلماتٍ عن العدالة:
كنتُ أغني لابنتي
*
سأختمُ حياتي بترك الليلِ، أخيراً،
يحكّ ظهري، بعد أن انتظر لسنوات
حول سريري
*
في البدءِ كان التمساح، قلتهُ ذات مرّة
سيكونُ هو نفسهُ في النهاية أيضاً
هكذا أتمّمُ ما قلتهُ في البداية
*
من أجل بلدي حافظتُ على ينبوعٍ بعيد
كنتُ أخفيهِ في معطفي حين يقتربُ منه البرد
*
أمطرت السماءُ اليوم حمائمَ ملونة على بيتي
سأخرجُ بعد قليل إلى الشرفة لأعبّر عن امتناني لها
*
هذا العالمُ بدأ يعجّ بضباعٍ تطير
*
ما إن أصل إلى أية شجرة في حديقتي
حتى أراها تميلُ عليّ وتسألُ عن مزاجي هذا اليوم
أشكرها، أستلمُ فاكهتها:
توت أزرق هذه المرة
*
(*)الكولاج للشاعر: صلاح فائق