باب الكهف

هدى ديبان

١-

تَلفٌ في أصابعك

ونار خلف نار في روحك

كيف ستحلّق الآن

بعد أن رميتَ الريش في النهر

واخترتَ نصفَ ضفة لقلبك

كيف ستمشي في الصباح

قدماك متروكتان في ذاكرة الحرب

يداك تتبعان الريح

وها أنت

زرعوك في الرمل

ثبّتوا روحك بأعمدة

علّقوا فوق جبينك مفاتيح عمرك

الأبواب التي اردت مغادرتها

الشبابيك التي صِحتَ بسكونها وانتظرت أن يأتي غريبٌ ويأخذك الى الابد

ها أنت

تلحق بك الصرخة لتحزّ حلقك

فلا أغنيةَ تصحو بعد الآن في فمك

جميعُ أسراركَ مطفأة ومثبتة في سقف الليل مثل أعشاش العناكب

لم يعد يثيرك الذهاب نحو البحر

لأن دمك تخثّر في عين سمكة

شِباككَ لاتصلحُ للصيد

وليس من مركب في خيالك

وها أنت مرة أخرى

على ظهر صخرة

ازميلك في يدك

حصانك في روحك

يتبعك الصهيل

يجرفك اللهب

ويصبّك في هيكل شبح.

٢-

لم يكتشفني بعد أحد

مثل شقّ في جدار كهف

جسدي منقوش بالصدأ

لونته الرطوبة وقشّره الجفاف

ينكمش في الضوء

يتسع في الظلام

قرب فمي رمح

في حلقي ذئبة

وفي خاصرتي شوكة

تموء قطة في رحمي

نصف كتفي مهشّم

يدي مقطوعة من رسغها

ونهدي معلق بين أسنان ثور

الراعي البعيد في السهل

يحلم كل ليلة بصراخ يركض من الكهف

يصحو نصف أعمى

يبحث عن صوتي

يزحف الى باب الكهف مثل حيوان مهدد بالانقراض.

 

شاعرة فلسطينية مقيمة في هولندا

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *