المصور بوبي بيكر التقاط لحظة هاربة

دور المصور هو التقاط لحظات هاربة من الحياة بضوء متزامن مع المكان . باستخدام زوايا مستقيمة ، وعندما تدخل الى عالم المصور الفوتوغرافي ( بوبي بيكر ) ستخرج وفِي بالك عدة أسئلة مالذي هرب منه وماذا امسك ؟ بوبي من الفنانين الذين يفرضون عليك التوقف والتحديق للحظة واحدة. ستحب حيادية الالوان بلا شك من خلال التقاطه الصور ( الأسود والأبيض ) وذاك الفضاء الزائد حول الأشخاص والاشياء التي تعطي الصورة المظهر المبسط الرقيق كاسرا بهذا تنميط الصورة المحصورة باطار بل جعلها ( صورة ) متجسدة امام المتلقي. المصور ( بوبي بيكر ) يقيم في ناشفيل يتمتع هذا الفنان بحس فني فريد حيث يلتقط صور غريبة بطريقة الحد الأدنى ببعد دقيق درامي نوعا ما . صوره تأخذ مسارا مفاهيمي بلمسة سريالية ليخلق شعور مثيرة مدعاة للتفكير والتأمل في المشاهد. يقوم بالتقاط معظم صوره في اُسلوب واحد يحبذه. بيكر، بوبي يحكي قصص على شكل سلسلة مصورة يعبر فيها عن الحياة الإنسانية في مجتمعاتنا المعاصرة والتي تعقدت كثيرا ولم تعد بتلك البساطة التي كانت عليها في السابق, وتسببت بتفاقم صعوبات الحياة وتعددت مشاكل الإنسان وزادت الأعباء وأصبح من الصعب على الإنسان تحقيق معظم حاجاته وطموحاته أو أن يسلك في الحياة دون معاناة أو ألم، مما زادت من معاناة الإنسان وصراعاته الفكرية والنفسية كما زادت من الضغوط النفسية ومن حالات الإحباط والقلق والحرمان والاكتئاب والشعور بالوحدة النفسية والاغتراب وجعله ذلك يفقد توازنه العقلي والنفسي يعرض في صوره الكثير من التفاعل البشري والعزلة، المكاشفة عن الهموم الذاتية بسبب تلك العزلة وحتى التفكير الذاتي في هذه الصور الغريبة. ولعل أكثرها لافتة للنظر مجموعة “التاريخ السادس”، حيث يبدو أن الرجل مرتبط باشياءه التكنولوجية منها بتليفزيونه، مربوط وغير قادر على النظر بعيدا او خارج اطار الاجهزة .
لقد قام باخراج الصورة من اطارها التقليدي الناقل للصورة الى ابعد مما نراه حيث منحها ما نفكر به مع استخدامه ابعادا لا مرئية ولدها في قلب وعقل المتلقي . وهناك ابداع منغلق على ذاته وهنا مكمن الابداع فهو يلمس دواخلنا بقوة .