صلاح حسن | قصيدتان

 
*صلاح حسن
 
 
أدوية
 
لمن كل هذه الأدوية
ومن أين جاءت ؟
هل نسيها صديق عندي
قبل يومين ؟
ولكن لم يزرني أحد منذ شهور ..
ربما تكون لجاري
لكن جاري لا يكلمني ولا يلقي
علي التحية ..
من أين جاءت إذن كل هذه الأدوية ؟
الغريب إن هذه الأدوية
ضد القلق والتشنجات وسرعة دقات القلب
والكآبة ..
هل أنا كئيب حقا ؟
ليس لدي أمرأة أو حبيبة
فلماذا تتسارع دقات قلبي ؟
لماذا أقلق وتصيبني التشنجات
وأنا أعيش وحيدا ؟
لا أتذكر أبدا أن ساعي البريد
قد دق بابي في نهار ممطر
وسلمها لي .
ماذا أفعل الأن كي اعرف
من اين جاءت كل هذه الأدوية ؟
أتذكر الان أنني كنت ممددا
على سرير أبيض في مكان ما
وكانت أمرأة بملابس بيضاء
تضع على صدري لاصقات الكترونية
وتسجل على الكومبيوتر أرقاما غريبة .
حينما عدت إلى البيت
رأيت بقعا حمراء على صدري
وحول قلبي ولكنها لم تكن مؤلمة .
تجاهلت الحكاية كلها
وشربت كأسا من الويسكي الرخيص
وذهبت إلى الفراش ،
ولكن حينما استيقظت
وجدت هذه الادوية
التي لا أعرف حقا من أين جاءت ؟
19-3- 2020
 
كورونا هولندية
 
سنموت جميعا في الاراضي المنخفضة
من العزلة والبرد
لأننا لا نرى النار التي تتحرك
في الأنابيب .
لم أعد أتابع النشرة الجوية
لأن العاصفة مستمرة
والأمطار البلهاء تجعل الأرض موحلة سوداء
على هذه الحفرة التي أسمها نذرلاند ،
أشعر أنني مبلل دائما
وأسعل حتى في أحلامي
وعلي أن أراجع الطبيب كل أسبوع .
أنني أكره حياتي هنا
وأخشى أنني سأكرهها في أي مكان آخر .
لابأس أن أموت بفيروس كورونا
شرط أن أحتفل بذلك مع الموتى
في هذه المدينة – الحفرة
وأن يحرق جسدي أمام البحر
فقد يصل رمادي ذات يوم
إلى المدينة التي أحبها
وينتهي قلقي .
12 – 3- 2020
شاعر عراقي مقيم في هولندا
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *