انها العزلة التي كنت انتظرها
نوال شريف
(المغرب)
انها العزلة التي كنت أخفيها وراء قلبي
ككلمة “أحبك! “.
أشعر أن لا شيء ينتظرني الآن
ولم يعد الخارج مهما بالنسبة لي
قد خبأت كل أشكال الخارج بجيوب الشعر في خيالي وأولها” فمك “.
أعرف الآن، شكل الشمس وكيف يكتمل البدر فجأة.
أعرف شكل الشجرة
أعرف كيف يستخرج الماء من البئر
أعرف شكل الدلو
أعرف كيف تتناوب الفصول
وعدد الألوان وأسماء أعياد الربيع
أعرف شكل القطط والكلاب والكنغر البري والحمار الوحشي، وكيف يبدو شكل الطيور وهي تبسط أجنحتها في اتجاه الحقيقة. وكيف تصنع اللقالق أعشاشا فوق أعمدة الكهرباء.
أعرف كيف يبدو شكل البيوت من الخارج
وكيف يتقمص السراب شكل الماء في الطريق القاحلة ،
أعرف شكل المساجد والكنائس والقبعات الصغيرة التي توضع فوق رؤوس اليهود.
أعرف الآن شكل الزقاق والميناء والبحر والصحراء والفرق بين القرية والمدينة .
في لساني أكثر من لغة وأكثر من اسم
لكتابة روايات لا تكفي عمري.
أعرف كيف تكون المقبرة
وأشواك المقبرة
وأنواع المقابر
وأعرف الموت كما يعرفه الجميع
لم أستطع أن اعرف الجميع
لكني عرفتك أنت.
انها العزلة التي كنت أخفيها خلف قلبي
ككلمة” أحبك!”
و أنا في عزلة العالم الآن: سأحبك!
بعدما خبأت ما يكفي من عجين الشعر
في مطبخ الخيال.