أغنية ماسحي الأحذية/ للشاعر الفرنسي: جاك پريڤير

ترجمة: أسامة أسعد | سوريا

أغنية ماسحي الأحذية

جاك پريڤير

ترجمة: أسامة أسعد
—–
اليوم، ما عاد يُدهشُ الرجلَ الأبيضَ شيءٌ
وعندما يرمي بقطعةٍ إلى الطفل الأسود
ماسحِ الأحذية الطيب في برودواي
قطعة نقودٍ بائسة
لا يكلِّفُ نفسه عناء النظر
إلى التماعات الشمس المتماوجة عند قدميه
وبما أنه سيضيع في الحشد
في برودواي
تحمل خطاهُ اللامباليةُ الضوءَ
الذي حبسَه الطفلُ الأسود
كمحترفٍ يتقن صنعته
الضوءَ الهاربَ
الذي روَّضه
الطفلُ الأسود
ذو الأسنان الثلجية
بعذوبة
بفرشاة
بخرقةٍ قديمةٍ بالية
بابتسامةٍ كبيرة
وأغنيةٍ صغيرة
أغنيةٍ تروي القصةَ
قصةَ توم
الرجل الأسود العملاق
إمبراطور ماسحي الأحذية
في سماء هارلم السوداء
حيث ينتصبُ حانوتًه
كلّ ما يلمع في الحيِّ الأسود
هو الذي يجعله يلمع
بفراشيه الكبيرة
وخرقه القديمة
وابتسامته العريضة
وأغانيه
هو الذي يضع بريقَ الفضة الأبيض
على خفّيّ القمر القديمين
وهو الذي يلمِّع
حذاءَ الليل الأسود
ويضع أمام كل بابٍ
من فندق النهار الكبير
أحذيةَ الصباح الجديدة
وهو الذي يفرك ويُلمِّع
كلّ آلات
جوقات هارلم النحاسية
هو الذي يغني فرحَ الحياة
فرحَ الحب
فرحَ الرقص
فرحَ الثمالة
وفرحَ الغناء
لكنّ الرجلَ الأبيض
لا يسمع من الأغنية شيئًا
وكلُّ ما يسمعه
هو الرنين في يده
رنينُ قطعة نقودٍ بائسة
ترتدُّ ولا تقول شيئًا
لا تلمع
تقفز بحزنٍ على قدم واحدة

باريس، ٤ كانون الثاني ٢٠١٣

الوسوم
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *