بضعُ كلماتٍ عنِ الروح | للشاعرة البولونية: ڤيسواڤا شيمبورسكا
ترجمها عن الأنكليزيَّة: يوسف حنا | فلسطين
بضعُ كلماتٍ عنِ الروح
تسكنُ الروحُ فينا أَحياناً
ولا أَحد يملكُها دوماً،
دونَ انقطاع.
.
.
يوماً بعد يومٍ،
وسنةً تلو السنةِ
قد يمرُّ العمرُ دونَها.
.
.
في بعضِ الأَحيانِ
تستوطنُ لفترةٍ
في مخاوف وانكساراتِ الطفولة.
وأَحياناً أُخرى في ذهولِنا،
من غفلةِ العُمر.
.
.
نادراً ما تمدُّ لنا يَدَ المَعونَةِ،
في مهامِنا اليوميَّةِ الشاقةِ،
مثلُ نقلِ الأَثاثِ،
أَو رفعِِ الأَمتعةِ،
أو في السيرِ لأَميالٍ مع حذاءٍ ضيّق.
.
.
عادةً ما تخرجُ منّا
كلَّما احتجنا لتقطيعِ اللحم
أَو ملءِ الاستمارات.
.
.
تشاركُ في واحدةٍ
من كلِّ أَلفِ محادثةٍ،
وإِن حدَثَ،
فإنها تُؤْثِرُ الصمْت.
.
.
فقط عندما ينتقلُ جسمُنا من أَلمٍ لأَلمٍ،
تنْسَلُّ تاركةً مَهامَها.
.
.
مِنَ الصعبِ إِرضاءُها:
لا تحبُّ رؤيتَنا وَسْطَ الزحامِ،
ولا صخبَنا ولُهاثَنا وراءَ امتيازاتٍ مُلتَبَسَة
والمكائِدُ الصارخةُ تُثير اشمئزازَها.
.
.
الفرحُ والحزنُ بالنسبةِ لها
شعوران لا يختلفان
ولا تحضرُ
إلّا إِذا اجتمعا فينا.
.
.
يمكنُنا الاعتماد عليها
حين نفقدُ اليقينَ في أَيِّ شيء
ويثير فضولَنا كلُّ شيء.
.
.
من بين الأمورِ الماديَّةِ
تُحابي الساعاتِ ذواتِ البندولِ
والمرايا التي تواصلُ دأبَها
حتى وإِن لم ينظر إِليها أَحد.
.
.
لن تُخبرنا من أَينَ تأتي
أَو متى ستُقلِعُ ثانيةً وتَمضي
بيدَ أَنها تتوقعُ بوضوحٍ مثلَ هذه الأَسئلة.
.
.
نحنُ بحاجةٍ لها
لكن كما يبدو
فإنها بحاجةٍ لنا
لسببٍ ما…
.
.
••• ••• •••
هذه القصيدة من تأليف ڤيسواڤا شيمبورسكا: (1923-2012) ، شاعرة وصحفية ومترجمة بولونية حائزة على (نوبل للآداب) في العام 1996.
أحببت في هذه القصيدة الصورة المرحة للروح، التي لا يمكن استدعائها إلا في لحظات عندما نكون على استعداد تام لاستلام سحرها، ولغة القصيدة العامية والواقعية وأسلوب الشاعرة في تجسيد الروح.