رسالة رونيه شار إلى آرثور رامبو
ترجمة وتقديم: محمد الشركي | المغرب
رونيه شار . نظْرَتُهُ رَعْدٌ ، ووجْهُه جُرفٌ صخْريّ .
ومع ذلك ، فهذا الشّاعر ذو العبارة المسكونة بالبرْق والغرانيت هو الّذي كتب أرقّ وأعمق رسالةٍ إلى رامبو حين خاطبه ذات ليْلٍ قُطبيّ قائلاً.له :
«حسناً فعلتَ بأن رحلْتَ يا آرثور رامبو ! سنواتك الثّماني عشرة المناهضة للصّداقة ، للعداوة ، لسخافة شعراء باريس ، ولدبيب النّمْل العقيم الصّادر عن عائلتك المجنونة قليلاً ، حسناً فعلْتَ بأن بعْثَرْتَها لرياح الهَرب ، بأن رميْتَها تحت نَصْلِ مقْصَلتِها المُبكّرة . لقد كنتَ مُحِقّاً بمغادرتكَ شارع الكسالى ومقاهي المستأدبين ، من أجل جحيم الدّوابّ وتجارة الماكرين وتحيّة البسطاء . . .حسناً فعلْتَ بأن رحلْتَ يا آرثور رامبو ! نحن حفنةٌ من البشَر نؤمن دون برهان بأنّ السّعادة ممكنةٌ معك …».
كلّ القلب المضطرم لرونيه شار الصّارم في هذه الرّسالة الرّئيفة . . .
▪الصّورة: رونيه شار