قصة قصيرة: تابوت التوقعات
للكاتب الفلسطيني: زياد خداش
تابوت التوقعات
كان نجار التوابيت يقف أمام المقهى بانتظار الزوجين العجوزين اللذين مات ابنهما أمس في حادث سير مروع، جاءا يتوكآن على بعضهما، نقداه ثمن التابوت ووعدهما بتوصيله إليهما غداً صباحاً.
– بإمكاني أن أصنع تابوتا ثانياً بنصف سعر الأول لو أردتم.
صعق الزوجان، ولمن تصنعه أيها المخبول؟ هل ترى في وجوهنا ما يشي بموت قادم؟ صرخت في وجهه الزوجة.
– أبداً أبداً أقصد في حالة وفاة أخرى لا سمح الله.
عاد الزوجان إلى البيت يرتجفان من الخوف وهما يحاولان الهجس بمن سيموت أولاً. توقع الزوج أن النجار ربما لاحظ اصفرارا في وجه زوجته وتوقع موتها، لكن الزوجة ردت التوقع بتوقع آخر: من المحتمل أن النجار لاحظ نفس الزوج المتقطع وهو يمشي تجاهه وتوقع موته سريعاً.
ظل الزوجان يقفان أمام المرآة يتفحصان إشارات مفترضة على موت أو مرض و يتبادلان طيلة الليل حتى الفجر التوقعات المخيفة لبعضهما البعض.
في الشقة المقابلة كان زوجان يتناقشان بتوتر وحدة حول فكرة إن كان مفروضا عليهما إبلاغ الشرطة عن التابوت الموجود لأيام أمام شقة جيرانهما أم أن ذلك يعتبر تدخلاً في خصوصيات الآخرين؟.