شراسة البراءة
غريب إسكندر
“هو أكثر من شاعر واحد”
فرلنغيتي عن غينسبرغ
لم يكن السياب
أسيراً تماماً للفكرة التي تقول:
إنَّ الجرح نشيد صامت
وإن الكلمة مرساة هائمة
فقلب القصيدة مثل قلب العاشقة
لا شكلَ واحداً له
لا ظلَ واحداً له
مثل “أعمدة الضياء”.
مع ذلك
عندما يدلهمّ الليل
في دمه
كان يبحث عن سماء
بفجر واحد
وصوت واحد
عن شراسة البراءة؛
الحكمة التي تقول
إن العتمة صورة الضوء
صنوه الذي طردته الآلهة
كي نغرق في هذه الغبطة النادرة
التي انتظرناها منذ قرون.
هذه هي المعجزة
هذا هو الشوق
في الدروب المقفرة
في معبد المتاهة
يمر طيف آخر
ينبوع الرماد
“بويب” في وحشته الأخيرة.
ها أنتَ تطلي الآن
الأغصان المتجعدة
بالحلم والموت معاً
تكتب لنا أنشودة أخرى
عن الأمل!
كدهشة الماء
كرعشة اللهب
ربةِ شِعْر جديدة
ريحٍ مقدسة
تهبنا سحراً أخضر
تقهرنا على أن نكون
هذا هو سرُّ الحرية
سرّ الشعر
حيث أجلسُ الآن
متطلعاً الى تمثالك.
Image : Ihsan Jezany