بورتريه

للشاعر الليبي: حمزة الفلاح

بورتريه

في ضجيج بنغازي
إشاراتُها المعطلة
أيامُها المنهوبة
شعاراتها الوطنية التي تفضح الفقر !
وازدحامِ الوجوهِ المتيبسة.
في المدينةِ الصحراء
بصوتٍ يكتمهُ هذيان الجثّث النازفة
على الطريق السريعْ
وهلوسةُ الخطاباتِ
قبل الحربِ
وبعد الحرب
أمشي وأسألُ ؟
كيف يمكن لقصيدةٍ أن تولد بعيدًا
عن لمعانِ العشبِ والأشجار !
بعيدًا عن الوردةِ والنهر !

لا حاجة لي أبدًا برفعِ رأسي لأكتب !
فكلما رغبت في الحذرِ كي أنجو
يكبر الرمادُ في عيني،
تفترس عظامي العجلاتُ الساخنة
وتلّكمني البيوت المصبوبة
كالقلاع في وجهي.
محاصرون
ومحشورون في بطنِ القرف
كضفادعٍ تتقافز في مياهٍ آسنة،
وكأن المدينة بأكملها شارع عشوائي.

ولكم كنت كاذبًا وبارعًا في الكذبِ
كراعٍ يخدعُ سيدهُ بذبحِ الخراف قائلاً؛
أنّ رجلهُ كسرت؛ ليأكل اللحم !
حتى صرتُ واهمًا
أقضم جسد الشعر الميتِ منذ زمنٍ ــ
تمامًا كالرعاة

جسدٌ خارج اللذة لا مذاقٓ لهُ.

أتناسى السؤال، وأعبر الطريق.
أُكمل المشي إلى البيتِ،
حتى أصل إلى غرفتي، كل يومٍ
بروحٍ تخدشها الأرصفةُ
ويثقبها الرصاصُ
وتغطيها الأتربة،
أجلس على السرير،
وألقي التحيّة على دفترٍ كئيب ــ
مرحبًـا بالشعر، فـي مدينةِ
أكشاكِ الحشيشِ والخرسانات.

الوسوم
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *