بورخيس – شكلان للأرق
ترجمة: محمد علي اليوسفي
بورخيس- شكلان للأرق
• ما الأرق؟
السؤال متكلِّف، وأنا أعرف الإجابة جيِّدًا. هو الخوف من أجراس الغيب القاسية وعدُّها في الظلام العميق، هومحاولة التنفّس المنتظم بسحر عبثيّ، هو ثقل الجسد الذي يغيِّر مكانه متقلِّبًا فجأة، هو إغلاق الجفنين، هو حالة تشبه الحُمّى التي ليست أرَقًا بالتأكيد، هو ترديد فقرات سبقت قراءتها منذ أعوام عديدة، هو الإحساس بذنب السّهر بينما ينام الآخرون، هو إرادة الاستغراق في الحلم وعدم القدرة على الاستغراق في الحلم، هو هول الوجود ومواصلة الوجود، هو الفجر المريب.
• ما التقدم عتياًّ في السّن؟
هو الهول من الوجود في جسد بشريّ تضعف مَلَكاته، هو أرَقٌ يُقاس بالعقود لا بالعقارب المعدنيّة، هو ثقل البحار والأهرام، المكتبات القديمة والممالك، مطالع الفجر التي شاهدها آدم، هو ألاّ أجهل بأنني محكوم بجسدي، بصوتي الكريه، باسمي، برتابة الذكريات، باللغة القشتالية التي لا أجيد التحكّم فيها، بالحنين إلى اللاتينية التي لا أعرفها، بإرادة الاستغراق في الموت وعدم القدرة على الاستغراق في الموت؛ الوجود ومواصلة الوجود.