أمراة في حياة بيكاسو
رؤيا سعد
لست بحاجة للنساء .. هن دائما بحاجتي
في زوابع المشهد العاطفي العاصف باستمرار لبيكاسو والخاضع لمزاجيته ولنرجسية وتصرفاته الانانية التي لايبررها غير كونه فنان وضع حد فاصل وعلامة فارقة في تاريخ الفن التشكيلي ، لذا لم تستمر معه اي علاقة حب حقيقية او حتى ان يحرص على بقاء اي رفيقة طوال حياته . الا ان هناك امرأة واحدة فقط قادرة على البقاء بجانبه ، وقد كانت تتصف علاقتهما معا بالحب و الاحترام ، لأكثر من خمسين عامًا بقيت الايطالية اينيس سيزار Inès Sassier رفيقة وموديل وجارة لبيكاسو المتعجرف . حيث استقبل بيكاسو وحبيبته دورا مار في تاريخ يناير ١٩٣٧ في شقته الباريسية / شارع de la Boétie. بعد الرحيل المفاجئ (والقصير العمر) لسكرتريه الخاص ومدير اعماله ( جايمي سابارتيز ) ، حث بيكاسو دورا على توظيف الشقيقتين القادمتين من موجين ، اللتين التقى بهما الزوجان على ان يعملا لديه كموديل ، و عندما ازدهرت علاقتهما بشغف في كوت دازور. كانت إينبس ، وشقيقتها الاصغر ني أودوريسي ، من أصل إيطالي غادرتا جنوب فرنسا إلى العاصمة. حينها كانت تبلغ من العمر ستة عشر عامًا عندما تعرفت على عالم بيكاسو المضطرب وبقيت كموديل متبرع في صالون بيكاسو ، وبذلك أصبحت حاضرة بشكل دائم واساسي .لم يقم معها بيكاسو اي نوع من العلاقات بل بقيت علاقتهما تبادلية قائمة على الاحترام والعمل فقط
تذكر اينيس: “ كنت امثل امام بيكاسو ليرسمني فقط وقد رسمني بشكل بمختلف بعيدا عن اي تشويه والذي كان يعتمده مع موديلاته الاخريات في رسمه البورتريهات التكعيبية . كان يعتبرني مثل صديقه سابارتيز * ، لديه ثقة مطلقة بي . ذكرياتي معه وانا في اوج شبابي كانت ذكريات رائعة مميزة . منحني بيكاسو شعاعًا حقيقيًا من أشعة الشمس اضفاه على ملامحي وحياتي موثقة بلوحاته الفريدة الخاصة بي ، كان بتعامل معي بمزاج خاص ومميز ، ودائم الكرم ”
في بداية الحرب ، عادت إينيس إلى جنوب فرنسا ( موجينس ) وتزوجت شابًا يدعى جوستاف ساسيير ، أنجبت منه طفلًا ، (جيرار.) في عام 1942 ، عاد الزوجان إلى باريس ، وانتقلوا إلى شقة صغيرة أسفل شقة بيكاسو في شارع des Grands-Augustins. منذ ذلك الحين ، لم تغادرها انييس أبدًا ، حيث بقيت يتراوح بقائها المرهون بالطرف العاصف لعلاقته مع دورا ، والسنوات الحادة مع فرانسواز جيلوت ، وحكم الملكة الأخيرة ، جاكلين روكي. أصبحت شقة انييس الصغيرة مزارًا لفن بيكاسو ، المليء بالنقوش ، الغواش ولوحات رسمها بيكاسو لها كهدايا أعياد الميلاد ، وشهادة على واحدة من العلاقات القليلة الطويلة الناجحة في حياته.
* كان متحف بيكاسو اقتراح من فكرة طرحها عليه صديقه خايمي سابارتيز ، صديق مقرب وسكرتير شخصي لمعلم التكعيبية. Jaime Sabartés
#