رضا أحمد تتربع على كرسي الشعر لجائزة حلمي سالم في دورته الأولى

عنفوان فؤاد

كان قد أعلن ” منتدى الشعر المصري “، عن فوز الشاعرة المصرية رضا أحمد بجائزة حلمي سالم للشعر الجديد في دورتها الأولى، عن ديوانها المخطوط “أكلنا من شجرته المفضلة“، وتبلغ قيمتها (خمسة آلاف جنيه) مع طبع الديوان بواسطة دار الأدهم للنشر بالقاهرة.

فعاليات هذه الدورة تم الإعلان عنها السنة الماضية على أن يعلن المنتدى عن جائزتها منتصف العام الموالي، وذلك باقتراح .من الناقد د.شاكر عبد الحميد أمين عام الجائزة.

وقد أجرت لجنة التحكيم المزيد من المداولات حول نتيجة الجائزة وانتهت إلى أحقية ديوان “أكلنا من شجرته المفضلة” للشاعرة رضا أحمد وقد أشارت اللجنة في تقريرها إلى أن الديوان الفائز “يمتاز بلغة رصينة جزلة غير معتادة في لغة قصيدة النثر التي تكتب الآن، وعبر هذه اللغة يمكنك أن تضع يدك على ملامح عدة أبرزها تضافر المفردات التي تنتمي إلى حقول المعرفة الثقافية بحمولاتها المختلفة مع المفردات المعتادة في التداول اليومي، على نحو يفتح النص على أفق حواري ممتد، لا يتحقق عبر اللغة بذاتها وإنما عبر قدرتها على الترميز الكثيف الذي هو جزء من رؤية هذه النصوص بشكل عام”.

وستساهم دار الأدهم للنشر والتوزيع في دعم تلك الجائزة بقيامها بطبع الديوان الفائز، على أن يوزع في حفل تسليم الجائزة المقرر له الثامن والعشرين من يوليو القادم، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى رحيل الشاعر حلمي سالم في العام 2012.

كما ستتسلم الفائزة القيمة المادية للجائزة المقدرة بخمسة آلاف جنيه، ووجه المنتدى الشكر للدكتور فارس خضر صاحب ومدير دار الأدهم على مبادراته الداعمة للكتابة الجديدة، وكذلك للدكتور شاكر عبد الحميد أمين عام الجائزة وشعراء المنتدى على مساهمتهم في تمويل تلك الجائزة والعمل على إنجاحها.

ويتشكل مجلس أمناء الجائزة برئاسة:

الناقد الدكتور شاكر عبد الحميد، وعضوية كل من الكاتبة فريدة النقاش والمفكر نبيل عبد الفتاح والدكتور محمود نسيم، وتشكلت لجنة التحكيم من الدكتور شاكر عبد الحميد وعضوية كل من الدكتور عمار علي حسن، والدكتور محمد السيد اسماعيل والدكتور محمد عبد الباسط عيد.

 

*اقتصرت هذه الدورة على الشعراء دون الأربعين، وهو الأمر الذي أثر بشكل سلبي على أعداد المتقدمين للجائزة، لذلك قرر مجلس الأمناء، بالاتفاق مع إدارة المنتدى، أن تتاح الفرصة للشعراء من جميع الأعمار في الدورات القادمة.

وأعلن المنتدى فتح باب التقدم الدورة الثانية للجائزة اعتبارا من الأول من أغسطس 2020 وحتى الأول من فبراير عام 2021.

من أجواء الديوان اخترنا لكم هذا النص:
(على مسافة غيمة…أو أقل)
كنت أخفي عنك أبواب قلبي
أحصي النجوم خلف الزجاج وأنتظرك،
أنفض عن وجهي ملامحك
وأخرج عينيّ من قطار حياتي
إلى حيث تبكي
أو تضحك،
تلقي نكاتك الحزينة
وتدفن أفكارك الشاحبة في قصيدة
أو تتمشى معها دون رفيق.
أنتظرك
حتى تتطلع البراغيث إلى جسدي
كأنه إله الضوء والرقص والأغنيات،
حتى يبتكر الليل حذاء لي من النيون
وقلادة من الشوك،
نسكر
وأسقط مغشيًا عليّ في سوق السمك؛
وحيدة دون هويتي،
مغمورة بمياه المحيط
في عين الدمى المستوردة
وفقراء يمسحون جبهتي بأسى.
لكني أنتظرك
ميتة في صحيفة القدر
ومميتة كابتسامة قنديل فوق جَرف،
منسية في الركن الفائض عن إعلانات المدافن وحلقات الذكر،
حافية إلى جوار امرأة تعبئ دموعها كل ليلة في محارة
وتلقيها في البحر؛
حتى تنسى ثوبها الممزق
وتحفظ للموج بدايته الأولى بين شفاه الصعاليك
وهيبته حين يرى النسخَ الأحدثَ منه
تطوف فوق حطام قارب أو صراخ غريق.
أنتظرك
على طريقة سانت كاترين معلقة كقبلة فوق جبل
والقديسون بعيدون
عن البرد وخطوة الحب العمياء،
قطيعُ دخان يدور حول قلبي المحترق
يمجد حماقتي العظيمة
وعالمي الذي صنعته من زجاج وخزف
والأيدي الممدودة إليّ في الصلوات.
بملح روحي المغموس في حريرة غيمة
وجسدي يقطر عسلًا فوق شموع المذبح
ويتهيأ ليلقي بصورتي الأخيرة
فوق ماء العيون
أنتظرك.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *