أصوات في زجاجة مقفلة

 
أحمد العجمي
(البحرين)
 
 
مادامتِ اللعبةُ فوقَ السطحِ والخيوطُ بينَ أصابعَ عملاقةٍ شريرةٍ لا يهمُّ تراكمُ الرمادِ والاستثمارُ في بورصةِ الحروبِ وفي حصارِ الشعوبِ وفي تزايدِ تلالِ الفقرِ والمرضِ. ستبقى الأعينُ معصوبةً لا ترى المشعلَ.
 
 
 
الأبديّةُ تذوبُ في الرملِ
 
وتمتنعُ عن الإصغاءِ
 
لشجرةِ اللبلابِ.
 
 
على الكرسيّ
 
أغمضُ عينيَّ
 
فأرى الناسَ بدونِ ألوانٍ،
 
أراهمْ يتحوّلونَ
 
إلى قطعٍ من الفخارِ
 
العتيق.
 
ونحنُ نضحكُ
 
يمرُّ الليلُ
 
على كلماتِنا ذاتِها،
 
يمرُّ النهارُ
 
على نظراتِنا المتوقّفةِ
 
عندَ بئرِ القلقِ،
القصةُ تُكتبُ بالرمادِ
 
على الأبوابِ.
 
 
 
تحتَ لحاءِ
 
الجدرانِ الخضراءِ
 
روحي تُقاومُ
 
قِطعَ الجليدِ،
 
تحفرُ ممرّاً للإغنيةِ القصيرةِ
 
كي تستيقظَ
 
مع توقيتِ الشمسِ الغامضةِ.
 
 
 
أقفُ أمامَ الفوضى وأنشدُ
 
هذا وقتُ المخيّلةِ
 
وقتُ الفنِّ
 
من أجلِ كسرِ الأُطرِ
 
التي اعتنتْ بالرتابةِ
 
والخوف ِالذكي.
 
 
 
حاورتُه بحضورِ العالمِ
 
وقلتُ له:
 
يا كوفيدُ التاسعُ عشر
 
سهمُك هذه المرّةَ
 
أصابَ كعبَ العالم،
 
عليَّ أن أسألَكَ،
 
هل تحالفتَ مع الريحِ
 
المسمومة؟
 
بدلاً من التثاؤبِ
 
دعونا نُنهي موسمَ الأمطارِ
 
دعونا نقترحُ على الأيامِ
 
بأن تتركَنا نتصرّفُ
 
مع الأصواتِ
 
المتناقضةِ داخلَنا.
 
 
 
فكرةٌ رائعةٌ
 
أن ننصتَ لعصافيرِ الربيعِ
 
ونحنُ في كينوناتِنا
 
نتأمّلُ ما راكمناه من
 
قسوةٍ ودموعٍ
 
ضدَّ أيدي النجوم.
 
قبلَ هروبِ النسيمِ
 
أُريدُ فتحَ نصٍّ جديدٍ
 
ملائمٍ لمشاهدِ الانهياراتِ
 
التي تنزعُ عنّا
 
الأقنعةَ المصنوعةَ من
 
سمومِ الضباب.

 

مقاطع من ديوان شعري بنفس العنوان
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *