أحمد ضياء ..أربع قصائد

هكذا شهدوا أنَّها الحياة

أحلمُ أن تخترقَ رصاصةٌ قلبي
لا رأسي
هذا الرأسُ الّذي تحمّلَ كثيراً
من المعاناةِ الرّائجةِ في العينِ
أحلمُ أنْ أُغدَرَ
وأوضعُ في كيسٍ وأقدّمُ إليكِ
تُرى كيف سترين هيئتي الجّديدةَ
أُسدلُ على عتبةِ داركِ
أسمعُ صراخكِ، أتلوّى روحيّاً
نَدبُكِ يهزُّ الكون
أحلمُ أنَّ جاهلاً لا يعرفُ الكتابةَ ولا القراءةَ
بتوجيه طعنةٍ وكحالِ الأدباءِ في العالم
يَردِيني زاحفاً
في هذه الحالةِ أندفعُ شخصيّاً
عن منزلنِا
لا أجرؤ على رؤية دمعكِ أو ارتباككِ الّذي عشتُ حتّى اللحظة كي لا أراه
سأحاولُ الهروب وبأسرَعِ وقتٍ
لَئلّا تصرخين
وفي تلك الأمور سأموت أكثر من مرَّةٍ
هنا وبينما أنظرُ لدمي مسفوحاً في الطرقات
أسمع زفيركِ يلحقُ بي
أتلقفُ الهواء رويداً
أنمو في أزمةٍ ما
لا أعلم أين أهربُ !
لكني أنظرُ لفواكهٍ مرميةٍ على الأرضِ
وبعض الخضار ودجاج ما وأسماك أيضا وهناك كتبُ سيرة ملقاة
وأقول يا ربي كانت في السّوق واتجهتُ صوبها
الصّورة مع حبّي مع أسفي أن لا تراني هكذا مع حبّي مع الألم مع بعضٍ مما ينحتُ خاصرة عيني مع حبّي مع مسرّاتي مع كتبكِ المفضلة مع حبّي
كانت تتدحرج أمامي
كما ينقذفُ المستقبل بين أصابعي
معلناً
إنَّ رصاصةً في الرأسِ ربَّما تكفي…

أسودُ وجه المغيب

يحذو صوب الفوانيس الكامنةِ بالامتلاء
القلبُ الذي
لم نكُ نعرف السهاد من خلاله
ولا شريعة رؤياكِ
للمصادفةِ فعل الفرحِ
وجراحات الضحكِ
وجنون اللهفة
وكبرياء الحقيقة
وعنفوانِ دكاتٍ تذهبُ البنادق
ما كان رسمياً حد الألم
كان ميتاً بالشّوقِ
وحريٌّ أن يشكل شيئاً ملفوفاً بالذوات.
ماذا تشعر وأنت تقبّل الهاتف؟
يندرج الكون ضمن لافتة كرويّة
تسمّى الأحاسيس
وينبضُ جوالي بكلماتك والصّور.

تمارين جَلد العتمة

العراقيُّ الوحيد
الذي ضفرَ الشمسَ في عينيكِ
كان أنا
كنتُ أُعبر إلى الجهة الأخرى
حيث الثلج يغطي كل شيء
إلا قلبكِ.

النوم / صوتكِ

قبل أشهرٍ من اللحظة وبضعةِ أيامٍ
ضربتني الأرضُ كثيراً
فقدتُ الوعيَ بغنائها
كلَّما كبرتُ في أوقات الصلاة
خرجَ مؤذنٌ يصرخ
الله أحبك .. الله أحبك
أشهد أن لا وجود إلّا لكِ
وقفتُ حائراً
خرج النّاسُ من ديارهم
مَن يؤذن؟
هذا أنا
رجعوا يولولون
اهوووووو هو ذاته
فرَّ الأرض بقاطبتها
إنَّه مجنون من أحب…

Image : Basim Elrassam

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *