امرأة استثنائيَّّة للشاعرة الأمريكية: مايـا إنجيـلو Maya Angelou
ترجمة وقراءة الشاعر الفلسطيني: يوسف حنا
امرأَة استثنائيَّة
تعْجَبُ النساءُ الجميلاتُ أَين مَكْمَنِ السرِّ عندي
وأَنا لستُ بفاتنةٍ ولا بمقاسِ عارضةِ أَزياء
لكن، حين أَبدأُ بسرد روايتي،
يعتقدنَ بأَني أَروي الأَكاذيبَ وأَفتري.
أُقولُ:
إنه يَكمُنُ في امتدادِ باعي
في التفافِ أَوراكي،
في اتساعِ خطواتي،
في اكتنازِ شفتي.
أنا امرأَةٌ
غيرُ عاديَّة
امرأَةٌ استثنائيَّّة،
هذي أَنا.
أَتبخترُ في الرَّدْهَةِ
زهواً، كما يحلو لكم،
والرجالُ،
الزملاءُ يقفون مشدوهين
أَو يخرّونَ راكعين.
عندَها، يلتفونَ حولي مُحتشدينَ،
مثلُ خليَّةِ نحل.
أَقولُ:
إِنَّهُ وهجُ النارِ في عينيّ،
ووميضُ البسمةِ بين أَسناني،
إِنَّهُ التمايُلُ في خصري،
والبهجةُ في مشيتي.
أَنا امرأَةٌ
غيرُ عاديَّة
امرأَةٌ استثنائيَّّة،
هذي أَنا.
يعجبُ الرجالُ أَنفسُهم
مما يرونَ فيَّ.
يمضونَ عبثاً في محاولاتِهم
الوصولَ إلى سرِّ غموضي.
حتى وإِنْ حاولتُ أَن أُريهم
فما كانوا قادرين.
أَقولُ:
إنَّهُ في تقوُّس ظهري،
في إشراقةِ شمس ابتسامتي،
في امتلاءِ نهديّ،
في نعمةِ أسلوبي وسماتي.
أنا امرأَةٌ
غيرُ عاديَّة
امرأَةٌ استثنائيَّّة،
هذي أَنا.
أنتم الآن تفهمون
لِما لا ينحني رأسي.
وحياله لا أصرخ ولا اقفز،
وما أَنا بحاجة لأَتحدثَ بصوتٍ عالٍ.
حين تشاهدوني وأنا أَمرُّ أَمامَكم
يَحْسُنُ بكم أَن تفخروا.
أقولُ:
إنهُ يكمنُ في نقرات كعبي،
في تموُّجات شَعري،
في راحة يديّ،
في الحاجةِ لي ولرعايتي،
لأني امرأةٌ
غيرُ عاديَّة
امرأَةٌ استثنائيَّّة،
إِنَّها أَنا.
قراءة للقصيدة:
“امرأةٌ استثنائية” قصيدة غنائية تبثُّ رسالة مهمة إلى عالم التقاليد والقوالب النمطية: إن التمكن من السلطة يأتي من الثقة في بشرتك الأنثوية ، بغض النظر إن لم يرَ فيك الآخرون امرأة لطيفة أو جذابة، أو عصرية.
نشرت مايا إنجيلو هذه القصيدة في عام 1978 عندما ظهرت في (وما زلت أُشرق/ And Still I Rise) ، وهي مجموعة من القصائد القوية التي حررت الكثير من النساء المضطهدات. منذ ذلك الحين، تم تعديل القصيدة واستخدامها من قبل الجمعيات والمجموعات النسائية في جميع أنحاء العالم، المشاركة في الاحتجاجات والقضايا السياسية حول قضية عدم المساواة.
“الفكرة هي أن تكتبها حتى يسمعها الناس فتتغلغل عبر الدماغ وتذهب مباشرة إلى القلب”. (مايا إنجيلو)
“امرأة استثنائيَّة” قصيدة مباشرة وحماسية بلا شك، يمكنك أن تشعر بحاجة المتكلم لوضع الأشياء كما هي، ولكنها تحتوي أيضاً على بذرة معرفة الذات، والثقة بالنفس.
“المرأة الحكيمة لا تبغي أن تكون عدواَ لأحد. المرأة الحكيمة ترفض أن تكون ضحية أي أحد”.
والقصيدة تنقل فكرة أنه بغض النظر عن ضغوط المجتمع للامتثال وأن تكوني ما يريده الآخرون منك، فإن الإيمان الداخلي بالذات هو الأمر الهائل.
بمجرد قبول ذلك، ستكونين شخصاً أكثر سعادة وأكثر اكتمالًا، ستكونين ظاهرة.
“أحب أن أرى فتاة صغيرة تخرج وتمسك بالعالم من طية صدر السترة. الحياة عاهرة. عليك أن تخرجي وتركلي مؤخرتها”.
باختصار، تفتخر هذه القصيدة بأن المرأة أكثر من مجموع أجزائها، أكثر بكثير. إنها غامضة ومغناطيسية وقادرة أيضاً على تحديد جمالها.