فريدة والبحث عن الهوية

ديانا محمود

فريدة والبحث عن الهوية
يتابع الفيلم الوثائقي “البحث عن فريدة” قصة سيدة هولندية من أصول إيرانية في مطلع عقدها الرابع تبحث عن جذورها وعائلتها الحقيقية بعد أن عاشت حياتها في أمستردام في كنف زوجين هولنديين تبنياها عام 1976 أي قبل الثورة الإسلامية، لم تكن فريدة تتجاوز أشهرها الستة عندما تركتها عائلة ما في مرقد الإمام الرضا في مدينة مشهد لتنقل بعدها إلى الميتم ثم تحظى بتبني عائلة أجنبية مقيمة في طهران آنذاك.

يتابع الفيلم الوثائقي الإيراني “البحث عن فريدة” قصة سيدة هولندية من أصول إيرانية تبحث عن جذورها في إيران بعد أن عاشت حياتها في أمستردام في كنف زوجين هولنديين تبنياها عام 1976 أي قبل الثورة الإسلامية
نجح الفيلم في توثيق قصة إنسانية بعيداً عن إثارة عواطف المشاهدين، فما تبحث عنه فريدة لم يكن عائلة فقط بل هوية لا تعلم كيف اشتاقت لها، هوية زرعت في لون بشرتها وشكل عينيها، فوجئت فريدة بثلاث عائلات تدعي أنها ابنتها ويمضي الفيلم معها في رحلة البحث عن الحقيقة
تكتشف فريدة باكراً اختلافها العرقي عن بقية زملائها في أمستردام. تخبرها عائلتها أنها من بلد آخر في الأصل، تعارض عائلتها سفرها مراراً إلى بلدها الأم إيران، لكن فريدة تجد عبر مدونتها على الإنترنت وسيلة لتتواصل مع أبناء وطنها الأم، تمضي في بحثها الجاد عن بعد إلى أن يتواصل معها المخرجان الشابان آزاده موسوي وكوروش عطائي، فتقرر القدوم إلى إيران بحثاً عن عائلتها وهويتها الحقيقة.

نجح المخرجان في توثيق هذه القصة الإنسانية بعيداً عن إثارة عواطف المشاهدين، فما تبحث عنه فريدة لم يكن عائلة فقط بل هوية لا تعلم كيف اشتاقت لها، هوية زرعت في لون بشرتها وشكل عينيها، فوجئت فريدة بوجود ثلاث عائلات تدعي أنها ابنتها ويمضي الفيلم معها في رحلة البحث عن الحقيقة.

يتمكن الفيلم من رصد تفاصيل الفوارق بين فريدة ومن يمكن أن يكونوا أهلها، مروراً بالظروف التي ترسم سلوك الإنسان ومصيره، والمدن التي عاشت فيها، فالفيلم يبدأ من أمستردام إحدى اكثر المدن حريةً في أوروبا إلى مشهد المدينة الإيرانية الملتزمة دينياً والصارمة في قوانينها، ترصد عدسة المخرجين الحياة المرفهة التي عاشتها فريدة في هولندا وتلك التي تعيشها عائلات بسيطة في قرى خراسان.

نجاح فيلم “البحث عن فريدة” يكمن في نضوج شخصية فريدة واستعدادها لتقبل ثقافتها الأصلية المجهولة واحترامها لكل محبة أظهرتها العائلات الثلاث من دون أن تشكك فيها، ولا سيما أن كل عائلة أقرت بترك الطفلة بكامل إرادتها في المرقد.

تقول المخرجة آزاده موسوي “أن ما جذبها إلى صناعة هذا الفيلم هو خصوصية فريدة كإنسانة وجدت في ذاتها جانباً شرقياً لم يرَ النور بعد، لكنه أيقظ فيها الحب لما هو مجهول”.

“البحث عن فريدة” فيلم إنساني يبتعد عن الشعارات العرضية ويحافظ عل توازنه بين الدمعة والابتسامة، بين تفاصيل الفيلم ومحوره الأصلي، بين لحظات الأمل والخذلان، بين الهوية التي تبحث عنها فريدة والملاك الناجي الذي تبحث عنه تلك العائلات في عودة فريدة. وما يميزه هو الدافع الإنساني الذي رصده، فالقصة ليست لقاء ابنة مع عائلتها بقدر ما هي عثور إنسان على هويته وانتمائه اللذين جسدهما الفيلم في المشهد الأخير لفريدة وهي تكنس أوراق حديقة منزلها بهدوء وطمأنينة.

لمشاهدة الفيلم عبر الانترنيت
https://www.laaktheaterthuis.nl/finding-farideh-azadeh-moussavi-iran

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *